الثقافة والعولمة بقلم الكاتب خالد ربيع
مقالات 6:07 صونحن بصدد الحديث عن عولمة الثقافات أود أن أوضح ماذا تعنى كلمة الثقافة ..الثقافة تعنى سلوك متمدين يأتيه الفرد أو الجماعة لا يجرمه الشرع ويتفق مع التقاليد والقوانين العامة ويحوز قبول الآخرين
فكلمة الثقافة عند كثير من المثقفين لا تقاس بكم الشهادات والدراسات العليا فمثلا قد نجد في حياتنا ومجتمعنا الآن العامل البسيط يقرا الصحف اليومية ويتابع ما يحدث على الساحة الدولية من أحداث ,وقد نجده يأبى أن يقذف بأكياس القمامة في الطرقات أو في الشوارع العمومية مع أنه لا يملك من الشهادات العلمية شيء ولم يسبق له السفر خارج القطر . فهل نستطيع أن نقول على ذلك غير مثقف وفى المقابل قد نجد من هو حاصل على اعلي الشهادات والدرجات العلمية ولكنه لا يعلم شيء خارج نطاق تخصصه ونجده يقذف بأكياس القاذورات من نوافذ منزله . فهل نستطيع أن نقول على ذلك مثقف ؟
ولكن السلوك المتمدين الذي يتفق مع الشرع والقانون والذي يحوز قبول الآخرين, الثقافة ,قد يختلف من مجتمع لأخر فما قد يكون من قبيل الثقافة في أمريكا قد يكون منافي للشرع والآداب في مصر , ومن هنا جاءت خطورة العولمة , فالعولمة تعنى جعل العالم كله قرية صغيرة تقترب فيها المسافات وتذوب فيها الثقافات وان كان الغرض منها كان عولمة الجات (العولمة الاقتصادية) ومعنى ذلك أن العولمة قد تكون عولمة اقتصادية وقد تكون عولمة ثقافية.
والعولمة الثقافية بدورها تنقسم إلى عولمة تكنولوجية وعولمة ثقافية تحررية انحلالية , وان كان يجب علينا الدخول في عصر التكنولوجيا والاقتصاد الحر فلا يجب علينا أبدا الدخول في عولمة الفساد الاجتماعي والاخلاقى السائد لدى الغرب
وحتى عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا وكافة أوجه التقدم إن لم تكن قائمة على أساس من المبادئ الأخلاقية فلن يكتب لها دوام النجاح .. ولقد رأينا النظام الشيوعي يسقط في أعظم دول العالم ,, الاتحاد السوفيتي ,,وأيضا النظام الراسمالى إن لم يعالج بقواعد ومبادئ يصغها الضمير الاجتماعي فستستفحل حوادث النهب والانتحار والاغتيال وهذا بالفعل ما يحدث في الأخر .
إن الثقافة الذاتية لنا كمجتمع شرقي اسلامى لا يستطيع اى نظام بشرى في العالم أن يحاكيها أو أن يصنع مثلها , لذا يجب علينا التمسك بها والحفاظ عليها لأنها من التشريع العام ,التشريع الديني , كما يجب علينا أن نقول للأخر لا لتدويل ثقافتكم العشوائية لان المجتمعات الغير إسلامية ليس لديهم من اليقين في شيء ما يدفعهم بالتمسك بسلوك معين أو بعادات تساعدهم على الاستقرار عكس ما هو عليه الحال في مجتمعنا ,فالمرأة تعرف حقها وتعي مسئوليتها والرجل بما له من حقوق يقوم بأداء واجباته , لذا لا يوجد عندنا مكانا للعشوائية السائدة لديهم
وقد بدا الغرب يفطن إلى التفسخ الاخلاقى الذي يعيشه ,وقد جاء في كتابه , العادات السبع للأسر الأكثر فاعلية , ل – ستيفن ر كوفي .اضرب في الجذور .حضرت ذات مرة مؤتمرا تحت عنوان ,,الأديان تتحدث في مواجهة التفسخ الاخلاقى ,, حيث اجتمع بعض زعماء المؤسسات الدينية والجماعات الإنسانية والجامعات العرقية ,وبعض المعلمين لمواجهة هذا الشر الذي أصاب النساء والأطفال في المقام الأول , وأصبح من الواضح انه على الرغم من إن الحديث في الموضوع كان يجرح مشاعر العفاف والفضيلة لدى الكثيرين , إلا أنهم أدركوا انه لابد من الحديث في الموضوع لأنه حقيقة موجودة في ثقافة المجتمع الامريكى .
في هذا المؤتمر عرضت علينا لقطات لمقابلات أجريت من أناس من الشارع ومن ضمنهم مجموعة من الشباب حديثي السن , هؤلاء الأفراد كانوا عاديين ولم يكونوا أفراد عصابات أو مدمني مخدرات أو مجرمين , وقال معظمهم انه يشاهد الأفلام الإباحية يوميا بل أكثر من مرة في اليوم , وبينما كنا نشاهد هذه المقابلات أصبحنا على يقين قاطع أن الإباحية أصبحت جزءا أساسيا من ثقافة المجتمع الامريكى اليوم .
ثم ألقيت محاضرة عن إمكانية تغير الثقافة , وحضرت جلسة تناولت فيها القيادات النسائية الحديث عن هذا الموضوع حيث وصفت هؤلاء السيدات كيف أن برنامج , أمهات ضد شرب الخمر للسائقين أصبح له تأثير كبير على المجتمع بعد إن استوعبت نسبة كبيرة من الأمهات خطر إدمان الكحوليات لدرجة أن مشاركتهن أحدثت أثرا عظيما في الأنماط الثقافية في المجتمع الامريكى , ووزعت علينا السيدات كتيبات وصفت نوع الإباحة الموجودة في المجتمع دون عرضها , وعندما قرأت هذا الموضوع شعرت بالمرض وفى محاضرتي الثانية والأخيرة . تحدثت مع الآخرين عن تجربتي مع المرض الذي تعرضت له , وكيف اننى أصبحت على قناعة تامة بان مفتاح تغيير الثقافة هو ان ينغمس الناس من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين في الواقع المرير فيما يحدث فعلا حتى يشعروا بفظاعته وبتأثيره البشع أخلاقيا على عقول وقلوب الناس , وكيف أن ذلك يؤثر على المجتمع بأثره , وان المفتاح هو أن تجعل الناس يمرضون كما مرضت أنا , وان يطلعوا على هذه البيانات إلى أن يشعروا بالنفور والاشمئزاز ثم الأمل .
دعوهم يشاركون في صنع الحلول وتحديد مظاهر النجاح . عالجوا الوعي والضمير قبل الخيال والإرادة ثم أبحثوا معا عن القدوة وعن المعلمين أفرادا كانوا أو مؤسسات لكي يستطيعوا التغيير إلى الأفضل , ويضعوا القوانين التي تعزز الخير وتحمى البريء لكن قبل كل شيء وقبل القانون وأي مجهود يبذله صاحبه للتأثير على الثقافة الشعبية وأسرنا.
يقول هنري ديفيد . في مقابل ألف شخص يزرع أوراق الشجر هناك واحد يقتلع الجذورفى هذه الجذور يتم تسليح الفرد بالأخلاق كي يواجه هذه المؤثرات البذيئة التي جلبتها التقنية وجعلتها متاحة , البيت والأسرة هم الجذور , ولكي تحول التقنية إلى شيء ينشر الفضائل والقيم والمعايير الطيبة التي لابد أن يتحلى بها المجتمع وكي يتم تفعيل دور القانون لابد أن إرادة المجتمع ومجموعة الأعراف إيجاد هذا القانون .
وتقول ايميلى دوركهيم عالمة الاجتماع الشهيرة عندما تكون الأعراف كافية فلا داعي للقوانين وعندما لا تكون غير كافية يستعصى تطبيق القوانين فبدون وجود إرادة المجتمع ستكون هناك دائما ثغرات قانونية وأساليب تخرق القانون وقد يفقد الأطفال برأتهم ويتجردون من جوهرهم ويغلب عليهم طابع السخرية والتهكم ...
ولذا يجب علينا كمجتمع شرقي مسلم أن نحظر التأثر بالأفكار الغربية والأجنبية فما قد يمثل تحريرا للمرأة عند الأخر قد يكون تحررا عند المجتمعات الشرقية واليقين أنهم ليسو بصدد تحرير وإنما هي تحرر للإباحية.
فمثلا أن الكثير من بلادهم لا تعتبر مباشرة الجنس بين غير المتزوجين جريمة أو شيئا منافيا للأخلاق بل تعتبره من قبيل الحرية الشخصية . في حين تجريمه من قبل الشرع والقانون في المجتمعات الإسلامية وذلك لان الفكر السوي ما هو إلا نتاج لعقيدة دينية صحيحة
فلا يجب على مفكرينا المطالبة بنقل أفكار الأخر أو التأثر بها , ولأننا كمجتمع نعى جيدا ما يضمره الأخر لنا بكل تكتلاته ومع اختلاف مسمياته , فالماسونية مثلا وهى الجمعية السرية اليهودية شعارهم الحرية والإخاء والمساواة ولكن حقيقة أمرهم المحافظة على اليهودية .محاربة الاديان عامة .انتشار روح الإباحية عند الشعوب
فكلمة الثقافة عند كثير من المثقفين لا تقاس بكم الشهادات والدراسات العليا فمثلا قد نجد في حياتنا ومجتمعنا الآن العامل البسيط يقرا الصحف اليومية ويتابع ما يحدث على الساحة الدولية من أحداث ,وقد نجده يأبى أن يقذف بأكياس القمامة في الطرقات أو في الشوارع العمومية مع أنه لا يملك من الشهادات العلمية شيء ولم يسبق له السفر خارج القطر . فهل نستطيع أن نقول على ذلك غير مثقف وفى المقابل قد نجد من هو حاصل على اعلي الشهادات والدرجات العلمية ولكنه لا يعلم شيء خارج نطاق تخصصه ونجده يقذف بأكياس القاذورات من نوافذ منزله . فهل نستطيع أن نقول على ذلك مثقف ؟
ولكن السلوك المتمدين الذي يتفق مع الشرع والقانون والذي يحوز قبول الآخرين, الثقافة ,قد يختلف من مجتمع لأخر فما قد يكون من قبيل الثقافة في أمريكا قد يكون منافي للشرع والآداب في مصر , ومن هنا جاءت خطورة العولمة , فالعولمة تعنى جعل العالم كله قرية صغيرة تقترب فيها المسافات وتذوب فيها الثقافات وان كان الغرض منها كان عولمة الجات (العولمة الاقتصادية) ومعنى ذلك أن العولمة قد تكون عولمة اقتصادية وقد تكون عولمة ثقافية.
والعولمة الثقافية بدورها تنقسم إلى عولمة تكنولوجية وعولمة ثقافية تحررية انحلالية , وان كان يجب علينا الدخول في عصر التكنولوجيا والاقتصاد الحر فلا يجب علينا أبدا الدخول في عولمة الفساد الاجتماعي والاخلاقى السائد لدى الغرب
وحتى عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا وكافة أوجه التقدم إن لم تكن قائمة على أساس من المبادئ الأخلاقية فلن يكتب لها دوام النجاح .. ولقد رأينا النظام الشيوعي يسقط في أعظم دول العالم ,, الاتحاد السوفيتي ,,وأيضا النظام الراسمالى إن لم يعالج بقواعد ومبادئ يصغها الضمير الاجتماعي فستستفحل حوادث النهب والانتحار والاغتيال وهذا بالفعل ما يحدث في الأخر .
إن الثقافة الذاتية لنا كمجتمع شرقي اسلامى لا يستطيع اى نظام بشرى في العالم أن يحاكيها أو أن يصنع مثلها , لذا يجب علينا التمسك بها والحفاظ عليها لأنها من التشريع العام ,التشريع الديني , كما يجب علينا أن نقول للأخر لا لتدويل ثقافتكم العشوائية لان المجتمعات الغير إسلامية ليس لديهم من اليقين في شيء ما يدفعهم بالتمسك بسلوك معين أو بعادات تساعدهم على الاستقرار عكس ما هو عليه الحال في مجتمعنا ,فالمرأة تعرف حقها وتعي مسئوليتها والرجل بما له من حقوق يقوم بأداء واجباته , لذا لا يوجد عندنا مكانا للعشوائية السائدة لديهم
وقد بدا الغرب يفطن إلى التفسخ الاخلاقى الذي يعيشه ,وقد جاء في كتابه , العادات السبع للأسر الأكثر فاعلية , ل – ستيفن ر كوفي .اضرب في الجذور .حضرت ذات مرة مؤتمرا تحت عنوان ,,الأديان تتحدث في مواجهة التفسخ الاخلاقى ,, حيث اجتمع بعض زعماء المؤسسات الدينية والجماعات الإنسانية والجامعات العرقية ,وبعض المعلمين لمواجهة هذا الشر الذي أصاب النساء والأطفال في المقام الأول , وأصبح من الواضح انه على الرغم من إن الحديث في الموضوع كان يجرح مشاعر العفاف والفضيلة لدى الكثيرين , إلا أنهم أدركوا انه لابد من الحديث في الموضوع لأنه حقيقة موجودة في ثقافة المجتمع الامريكى .
في هذا المؤتمر عرضت علينا لقطات لمقابلات أجريت من أناس من الشارع ومن ضمنهم مجموعة من الشباب حديثي السن , هؤلاء الأفراد كانوا عاديين ولم يكونوا أفراد عصابات أو مدمني مخدرات أو مجرمين , وقال معظمهم انه يشاهد الأفلام الإباحية يوميا بل أكثر من مرة في اليوم , وبينما كنا نشاهد هذه المقابلات أصبحنا على يقين قاطع أن الإباحية أصبحت جزءا أساسيا من ثقافة المجتمع الامريكى اليوم .
ثم ألقيت محاضرة عن إمكانية تغير الثقافة , وحضرت جلسة تناولت فيها القيادات النسائية الحديث عن هذا الموضوع حيث وصفت هؤلاء السيدات كيف أن برنامج , أمهات ضد شرب الخمر للسائقين أصبح له تأثير كبير على المجتمع بعد إن استوعبت نسبة كبيرة من الأمهات خطر إدمان الكحوليات لدرجة أن مشاركتهن أحدثت أثرا عظيما في الأنماط الثقافية في المجتمع الامريكى , ووزعت علينا السيدات كتيبات وصفت نوع الإباحة الموجودة في المجتمع دون عرضها , وعندما قرأت هذا الموضوع شعرت بالمرض وفى محاضرتي الثانية والأخيرة . تحدثت مع الآخرين عن تجربتي مع المرض الذي تعرضت له , وكيف اننى أصبحت على قناعة تامة بان مفتاح تغيير الثقافة هو ان ينغمس الناس من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين في الواقع المرير فيما يحدث فعلا حتى يشعروا بفظاعته وبتأثيره البشع أخلاقيا على عقول وقلوب الناس , وكيف أن ذلك يؤثر على المجتمع بأثره , وان المفتاح هو أن تجعل الناس يمرضون كما مرضت أنا , وان يطلعوا على هذه البيانات إلى أن يشعروا بالنفور والاشمئزاز ثم الأمل .
دعوهم يشاركون في صنع الحلول وتحديد مظاهر النجاح . عالجوا الوعي والضمير قبل الخيال والإرادة ثم أبحثوا معا عن القدوة وعن المعلمين أفرادا كانوا أو مؤسسات لكي يستطيعوا التغيير إلى الأفضل , ويضعوا القوانين التي تعزز الخير وتحمى البريء لكن قبل كل شيء وقبل القانون وأي مجهود يبذله صاحبه للتأثير على الثقافة الشعبية وأسرنا.
يقول هنري ديفيد . في مقابل ألف شخص يزرع أوراق الشجر هناك واحد يقتلع الجذورفى هذه الجذور يتم تسليح الفرد بالأخلاق كي يواجه هذه المؤثرات البذيئة التي جلبتها التقنية وجعلتها متاحة , البيت والأسرة هم الجذور , ولكي تحول التقنية إلى شيء ينشر الفضائل والقيم والمعايير الطيبة التي لابد أن يتحلى بها المجتمع وكي يتم تفعيل دور القانون لابد أن إرادة المجتمع ومجموعة الأعراف إيجاد هذا القانون .
وتقول ايميلى دوركهيم عالمة الاجتماع الشهيرة عندما تكون الأعراف كافية فلا داعي للقوانين وعندما لا تكون غير كافية يستعصى تطبيق القوانين فبدون وجود إرادة المجتمع ستكون هناك دائما ثغرات قانونية وأساليب تخرق القانون وقد يفقد الأطفال برأتهم ويتجردون من جوهرهم ويغلب عليهم طابع السخرية والتهكم ...
ولذا يجب علينا كمجتمع شرقي مسلم أن نحظر التأثر بالأفكار الغربية والأجنبية فما قد يمثل تحريرا للمرأة عند الأخر قد يكون تحررا عند المجتمعات الشرقية واليقين أنهم ليسو بصدد تحرير وإنما هي تحرر للإباحية.
فمثلا أن الكثير من بلادهم لا تعتبر مباشرة الجنس بين غير المتزوجين جريمة أو شيئا منافيا للأخلاق بل تعتبره من قبيل الحرية الشخصية . في حين تجريمه من قبل الشرع والقانون في المجتمعات الإسلامية وذلك لان الفكر السوي ما هو إلا نتاج لعقيدة دينية صحيحة
فلا يجب على مفكرينا المطالبة بنقل أفكار الأخر أو التأثر بها , ولأننا كمجتمع نعى جيدا ما يضمره الأخر لنا بكل تكتلاته ومع اختلاف مسمياته , فالماسونية مثلا وهى الجمعية السرية اليهودية شعارهم الحرية والإخاء والمساواة ولكن حقيقة أمرهم المحافظة على اليهودية .محاربة الاديان عامة .انتشار روح الإباحية عند الشعوب