الشّاعر التونسي الصادق شرف في آخر قصائده ...
شعر وشعراء 8:51 ص
يا صاحب الجبل
اُبصمْ على أملي يا صاحبَ الجبلِ
اُبصمْ بعشر ولا ترهبْ من الزّللِ !
ما زلّ قبلك من ساروا على سبلي
إلاّ الذي رضعتْ عيناه من عللي
حتى استوى عنده البطّالُ بالبطلُ
فاختلّ حتّى إذا ما اعتزّ بالخلَلِ !
صرختُ : ــ "يا أكبرَ العشاق للعُطلِ
تعيش في خارج المعنى من الجملِ
مصابةٌ عندك الأوزانُ بالشللِ
كيلو من التبر كالكيلو من البصلِ***إنّي نشيطٌ سريعُ البدءِ في العملِ
لا أرتضي كسلا إلاّ على الكسَلِ
إلاّ على الموت كسلان بلا خجلِ
فلتتركوني أمتْ وحدي على مَهَلي
كم أكرهُ الكسلاءَ ! الكرهُ لم يزَلِ
أحلى مذاقا لمنْ لم يرضَ بالفشلِ !
فالفاشلون ولو كانوا من الرّسلِ
إنّي لأكرههم بدءا من الدولِ***هم أقحموا في شراييني عصا العُقَلِ
كم يعقـلون بعَـقـلٍ غيرِ معتدلِ
حتّى الّذي كان معـقولا بمعتقلِ
لو قالَ : " حرية التعبير للبطلِ"
صاحوا عليه : ــ "صَهٍ يا مرتعَ القملِ
لو قلتها مرّة أخرى فلم تزلِ
في غيهب السجنِ محبوسا بمعتزلِ
فردّ ردّا صريحًا غير مختزِلِ :" حريّتي الضرب بالتعبير في القُبلِ
وضربها منهمو نوعٌ من الخبَلِ
إنّي بها أتحلّى ليس بالحُلَلِ
إنّي بها عُمتُ في موج بلا كللِ
ما بلّها الموجُ بل قد بلّها عملي
مَنْ لحمه سكّر يخشى من البللِ
ولحمها المرّ لي أحلى من العسلِ
من أجلها لم أخفْ لو جاءني أجلي
أجّلتُ موتي وتأجيلي مدى أملي
ما دمت أحتلّ تحتي قمّة الجبلِ
إنّي نزلت عليها أوّل الأُوَلِ
أمسى نزوليَ عنها غيرَ محتمَلِبحيرتي لستُ بالأشعار .. بالعملِ
بالغيث أملؤها ماءً على مهلي
لا ماء يسقي الأعالي بل إلى السّفَلِ
ينهلّ يسقي كما أسقيكِ بالغَزَلِ
تسقي شفاهي شفاه الحبّ بالعسَلِ
لو قلتُ : ــ "عاشقتي هيا بنا اغتسلي
بالانغماس معي في موجة الجدلِ"
ردّت سريعا بلا خوفٍ ولا وجلِ :
ــ "لا ترتوي شفتي إلاّ من القـبـلِ
أنت ارتويت بها .. هيا بها اكتملي
ولتصعدي .. حاذري من قمة الجبلِ
إنّ البقاء بها يحتاجُ للحيلِ
25/7/2010