عندما تكتب للتاريخ فسيكتب التاريخ عنك \ مقالة بقلم الاعلامية صبا العلي


عندما تكتب للتاريخ فسيكتب التاريخ عنك وعندما تمزق تاريخ غيرك فلا تاريخ لك , لأن تاريخ غيري هو من سيساهم في صناعة تاريخي .....
ولدنا ولسنا مخيرين بجنسية الرحم الذي نسكنه ولا بالأب الذي زرع فيه بذرته , ولدنا هكذا ولكن مابعد هذا كان ملكنا , بطريقة حياتنا , بأسلوبنا مع غيرنا , بالتعامل مع والدينا ومع أقاربنا وماحولنا من بشر ..
فجزء منا التقى من قدم له نصح ولم ينتصح , لأنه غائب عن وعي الحقائق وينسج لنفسه شبكة عنكبوت لايحب أن يقترب منها أحد حتى ولو كان العنكبوت هو نفسه الذي ساعده في بناء الشبكة , فيعيش ليرتطم هنا وهناك كما الشاة لاتفكر الا بما تحت أضراسها , ويطول مشواره ليخسر من عمره 20 سنة وهو يجرب حظه بشيء مفروغ من نتيجته والتي أخبره عنها ذاك الناصح الذي التقاه من 20 عاما , وحينها لاينفع اللطم والندم , ففي الحياة تجارب لاتصلح لمن تجاوز الثلاثين الا التوبة فهي لكل زمان ومكان .
وكم من فتاة استخفت واستسخفت كلام والدتها وانصاعت لرأي مراهقة مثلها أو امرأة لاتريد لها خيرا , لماذا نصيحة الأم والخالة والجدة في بعض الأحيان لاتعرف قيمتها الا بعد موتهم وبعد أن نصبح بأعمارهم أو لاتعرف أبدا طيلة حياة الفرد .
ترى الفتاة تهاجم أمها من أول نصيحة ولا تصغي لما تبقى لديها من مواعظ , فلو تركت أذنها لها لكانت كفت عن نفسها الأرتماء بأحضان هذا وذاك تحت اطار أمي لاتفهم , ولكانت استمتعت بسنين حياتها العشرين قبل أن يفوت عليها كل شيء وتصبح من رواد الانحراف ومن رواد منتدى ( اكسر قلبك ألف مرة ) ومن رواد منتدى ( لاتؤمن الا بما يرسمه لك عقلك ) وياليته كان رساما , فهناك أشخاص خلقت في جيناتهم موهبة الرسم فكانوا رسامين محترفين وهناك من لايستطيع رسم خطين متوازيين .
الاول : هو من يملك من الحكممة مايلفت نظر أهله ومجتمعه مما يخوله أن يتجه اتجاها سليما يذهل بحكمته أقرب الناس اليه ويعينونه على ذلك وربما يتعلمون منه .
الثاني : يشده حبل عناده من غير علم ودراية ويتجه اتجاها يقلب به مركب من ركبو معه وانجبوه الى الحياة ... فلا يستوي الأعمى بالبصير , لكن هل يعرف المختل بأنه مختل ؟ ويقول لك أنا لا أندم على قرار اتخذته وتراه يعض على عينيه وهو يقولها بغروره الفارغ الذي كان سبب تعنته على رأيه وهذا الغرور يمنعه حتى عن الاعتراف والافصاح عن أخطائه أمام من ردوه عن الخطأ قبل الوقوع به .
هات لنعيد عقار الساعة لحظة واحدة أي قبل أن أكتب هذه العبارة .. فما ضاع منا ونحن غافلون عن الحقيقة صعب أن نجدها ونصوغها صياغة أصح فالحياة مواقف والمواقف كعقارب الساعة لو تحركت قيد أنملة تغير الوقت واستحالة أن تعيده .
وأحيانا تكون مصيبتنا نتيجة لعدم السماح بالناصح الثاني والأهم باعطائنا معلومة اضافية ألا وهو ( الدماغ ) فلو تركناه يفكر دقيقة اضافية لما أشهرنا سلاحنا وقتلنا شخص ما .
ولو تركناه دقيقة اضافية لما قلنا لوالدينا أف أو نهرناهما وكنا لهم ولربنا غاضبين .
ولو تركناه يفكر دقيقة اضافية لما قدمنا استقالتنا من عمل كان يسد حاجتنا ورمق جوعنا ونستبدله بعمل آخر باء بالفشل .
ولو تركناه يفكر دقيقة اضافية لما تروط شاب باغتصاب فتاة وقتلها ورميها في نهر جثة هامدة .
ولو تركناه يفكر دقيقة اضافية لما أقدم أحد الشباب بأخذ أول جرعة كوكائين.
ولو تركناه يفكر دقيقة اضافية لما أقدمت فتاة بقطع وريدها والانتحار .
هذا هو الناصح الثاني الذي تركناه أيضا فان كان موتنا حق علينا فحياتنا أيضا حق علينا , كيف نرضى لرياح نحن صنعناها أن تكسر بيوتنا وتصنع لنا قضبانا من حديد نسجن أنفسنا بها طيلة فترة حياتنا .
وكم هو صعب علينا أن ننجب بعد كل هذه الأخطاء طفلا ونبدأ بتربيته ونشعر أنه بحاجه لتوجيه ونصدم حين يلاقينا بنفس مالاقينا به أهالينا , ماهو شعورك حينها ؟ هل هو عقاب من الله أم هو حق يطالبك به قانون الحياة أم هو كأس سقيت الناس منه وحان دورك لتتذوقه . وكي لانرمي كل مالدينا من أخطاء قمنا بها في حياتنا فلا نحملها للقدر والنصيب كما يقولون فهناك قدر محتوم وقدر مبروم .
القدر المحتوم هو شيء لامناص ولا مهرب منه كالموت ولكن ان لم يكن انتحارا والمرض ان لم يكن مقصودا .
فالموت على الفراش دون تجرع السم فهو القدر المحتوم والموت بعد تجرع السم هو القدر المبروم لأنك رسمت لنفسك قدرا لم يرده الله ولايرضى عليه وعقابه جهنم وبأس المصير.فكيف لمسرع على طريق سفر وعداد سرعته يكاد ينفجر أن يقول استعنا بالله , وكيف يتخيل أن الله سيعينه فلن يعينه الا الشيطان اللعين , فان مات فذلك قدر مبروم لانه قام بحياكته لنفسه أو مايسمى انتحارا .أما من كان يسير بطريقة سالمة وقد أخذ يمين الشارع وسرعته معقولة واستعان بالله وقال : سبحان من سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ,وصدمته سيارة مسرعة أو انفجرت سيارته فهذا قدر محتوم أي ما أراده الله وفعله والله من أنهى حياته وليس هو من ساهم في نهايتها.
يقول الله تعالى : ولاترموا بأنفسكم الى التهلكة .صدق الله العظيم . فلا تقدم على تغير قدرك بنفسك قبل أن تعطي للناصح الأول أن يعطيك من تاريخه ليساهم في صناعة تاريخك ويوجهك للطريق السليم , ولا تقدم على تغير قدرك قبل التفكير لمدة طويلة وموازنة الأمور بميزان الذهب الحساس فالله زين الانسان بأجمل زينة وهي العقل
فاعمل ماعليك واترك ماتبقى للباري .

بقلم الاعلامية صبا العلي

منشورات Unknown on 6:31 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0

2 التعليقات حول موضوع �عندما تكتب للتاريخ فسيكتب التاريخ عنك \ مقالة بقلم الاعلامية صبا العلي�

  1. مقال في قمة الروعة

  2. اعتذر للجميع من الاخطاء المطبعية لان المقالة لم تدقق فالرجاء قبول اعتذاري _ اعتز بكم دائما قراء رائعون
    للتعليقات على المقالة أو غيرها اكتبو التعليق مرة واحدة وسيظهر بعد نصف ساعة او اقل وشكرا لكم مودتي
    الاعلامية صبا العلي

أكتب تعليقك على الموضوع

المشاركات الشائعة

لإرسال أي موضوع أو نص أو طرح أو مقالة أو شعرا فارسلوه للايميل الظاهر وبعدها يتم وضع الموضوع على المدونة gt.sebaalale@yahoo.com صبا العلي
صبا العلي

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign